وُلدتُ قبل أن أتم مدة الحمل في الرحم، واستكملت ما بقي منها في حاضنة بلاستيكية. أورثتي هذا تأخراً في المشي، وبدأت أمشي أن انتصفتُ عامي الثاني.
لا مشاكل تُذكر بعد هذا سوى أني كنت أوّلهم بحثاً عن كرسي بعد كل مشي طويل.
في سنوات بريطانيا صُممت لي فَرشة للحذاء، وقالت أخصائية القدم أني عليّ أول ما أضع قدمي على الأرض، بعد النهوض من سريري، حتى نهاية اليوم. بهذا، قالت، سأضمن استقامة جسدي وعظامي وفقراتي. وقالت أن عليّ أن أستعمل هذه الفرشة طول حياتي.
لم أكن (أحتج) هذا، بمعنى أن حياتي طبيعية بدونها ، لكنها تعينتي في أوقات المشي الطويل، والوقوف الطويل. لم أراجع طبيباً بعد ذلك، لأني لم أحتج إلى إليه، ولكني كنت أغيّر فرشة القدم بعد عدد من السنوات، لتجربة أنواع جديدة.
صار عندي دولاب كامل من أحذية asics النوع المدعوم بالجِل، وأحيانا آخذ الحذاء الرياضي معي إلى المكتب ، حتى إذا تعبت من الوقوف أنتعله. نسيت مرّة الحذاء (مع الفرشة) في المكتب يوم الخميس، فبعثت السائق لإحضاره حتى تكتمل لي خطط نهاية الأسبوع.
راجعت مؤخراً مركز العلاج الطبيعي لأول مرة، اقترحت عليّ صديقة ذلك. قالت أخصائية العلاج الطبيعي أني اعتدت على وضعية معينة غير مُعدّلة في المشي، منذ أول خطواتي وحتى الآن لم أعدّلها، ولا يوجد ما يمنع من تعديل هذه الوضعية سوى أن الفرشة تقوم بما يجب علينا نحن القيام به. وقالت: هل لي أن أسألك أن ترمي هذه الفرشات كلها، لا شيء سوى أنك اعتدتِ -منذ عامك الثاني- أن تمشي بطريقة خاطئة، أصليحيها واقرني الإصلاح بالاعتياد، وتخلي كل أحذيتك القديمة. قالت:
It is all in your head, be mindful.
وطلبتْ أن أمشي المسافات الطويلة بالأحذية الأخف -مع الانتباه لوضعية القدم- وأن أذهب للعمل بالنعال المسطحة slipper
فعلتُ ذلك، ولم يكن صعباً ولا مؤذياً، اللهم لك الحمد.
طبعاً كان هذا بعد تعلّم الوضعية الصحيحة والتدرب عليها وملاحظتها من مشرفة مختصة. إذ ليس هو محض برمجة عقلية.
تحديث (بعد عامين):
راجعت المركز نفسه بعد عامين، قالت لي أخصائية جديدة مؤهلة أن لا بديل عن الالتزام بفرشة القدم.
ما حدث أن ارتباطاً عقلياً في رأسي قد انفك، أنا الآن أستعمل الفرشة، ولكن في رأسي خطة بديلة أخرى تمنحني شعوراً بالاختيار وتنزع صفة الضرورة عن هذا الاختبار.
1 تعليق
ريم تركاي
أعجبني العنوان تفوز السلحفاة ❤. فعلا الكثير من الأمور في رأسنا ولم نفكر بأنه يمكن أن تتغير