وصلني إيميل من أحد متاجر الملابس في بريطانيا … تصفحت البضاعة على النت … راقني “جاكيت” زاهٍ سابغٌ وأنيق من ماركة كنتُ قد خبرتها وناسبتني كثيراً … ولأن هذه الشركة لها فرعٌ في الكويت … ففضلتُ أني أشتري القطعة من هنا … تحسباً لأي تصليحات أو إضافات على القطعة قد لا تتيسر في بريطانيا… في المساء كنتُ في المحل برفقة سعاد … قلبتُ ناظري سريعا في زوايا المحل … هاهو الجاكيت … تماماً كما في الصورة التي وصلتني في الإيميل … قلّبتُ بطاقة السعر … ونقرت على تطبيق تحويل العملات في (الآيفون) وإذا سعر هذه القطعة يزيد عن سعرها في بريطانيا بـ ١٤ دينار كويتي … ولا شعورياً “حَسَبتُ الفرق” : وإذا هو يعادل قيمة إفطار صائم لشهر كامل في أفريقيا … ويكفي لتوفير ثلاجة لأسرة معدمة لا تملكها في غزة … ويغطي رسوم دراسية لطفل في الابتدائية -أو أكثر- في اليمن … فقدتُ الرغبة في الشراء تلقائياً … وتذكرت دولابي المتخم بملابس لاتزال بطاقات السعر معلقة على الكثير منها … ودُهِشَتْ سعاد لهذا الانطفاء المفاجىء في رغبة الشراء … وهي تعرف عني أني لا أراجع بطاقة السعر غالباً …
العطاءات الصغيرة … تُدْهِشُ إنسانية العَالم … تَجْعَلُهُ أَكْثَرَ وُدّاً…! العطاءات الصغيرة … ليست صغيرة …! تغريدة …!
“ليس المُهِم ما يَحْدُث … المُهِم هو مَوْقِفُنا الشُّعوري منه …!” لـ عبد الكريم بكّار