على مدى التاريخ الإنساني كله، كان الإنسان“العادي“، الذي يرعى مسؤولياته، ويؤدي ما عليه، في صِلته مع ذاته ومع الآخرين،كان هو دائماً الإنسان الناجح والصالح (المكتمل).
لسببٍ ما، لا يبدو هذا، كله، كافياً اليوم.
لم يعد يكفي أن تكون رب أسرة مُحبّاً وراعياً لأسرتك، أوموظفاً أميناً ومنجزاً فيما يوكل إليك، أوإنساناً مستقيماً في سلوكه.
هذه الأشياء“الصغيرة” لم تعد كافية، وصار عليك أن تتحصّل على مجموعة إضافية من الأشياء والإنجازات وتُراكِمها لتثبت جدارتك، بوصفك إنساناً مكتملاً، في هذا الزحام.
لم تعد قيمتك من حيث ماتَكونه وتَكون عليه في صلتك مع ذاتك وفي صلتك مع الآخرين، وصارت تقاس بما تتحصل عليه من أشياء بما تملكه، وعدد تابعيك، وحجم المساحات التي تشغلها.
وأُهدِرت قيمة تجاربك التي شكّلت أجمل ما فيك، أو أهم ما اكتسبت، وبذلك تراجعت قيمة التجارب التي تؤتيك معنىً، من حيث أنها لا تُقاس أو ترى بالعين المجردة.
ليست قيمتك ما تحسنه.
قيمتك هو أنت، وما تكونه وما تكون عليه من إثر المعرفة المتحصلة فيك بعد مرورك بالتجارب ومرور التجارب عليك، في فكرك وروحك وشعورك.
*لم أبتكر هذا المعنى، بطبيعة الحال، ولكني قرأته أوسمعته في مصادركثيرة، منها: (الإنسان بين الجوهر والمظهر)،(قلق السعي إلى المكانة)، وكتب برينيه براون.
في العزلة، أنت لستَ مديراً، وذاك ليس أستاذاً، وهذا ليس تاجراً.
ما يبقى منك في العزلة هو أنت.
1 تعليق
عباس
جميل يا دكتورة حصة البوح ابداع شخصي متى ما تجوهر تمظهر وصار صالحا للنشر والتفاعل