أمس كنت أقول لصديقة أن ساعة الراحة “إنجاز”، وألا تدفع نفسها لفعل ما يثقل عليها.
وأن أعظم إنجازاتك، في بعض أوقاتك، أن تكون هادئ النفس ..
وأنا أعرف الآية ورداً من آل عمران، وأعرفها موعظة في الموت، ولكني لا أعرف صلتها بنتائج الثانوية العامة، أو بالخسائر الصغيرة التي هي بِكر القلب الغضّ من الخيبات، في ذلك العمر.
ومرّت الآية مبعثرة في رأسي:
أرخِ كفّك على أمنياتك، سامحها في الغياب وفي التأبّي، تغافَل عن تكاسلِها عن المواعيد أو تخلُّفها، واستعن على هذا باليقين بعلم الله وحكمته وخفي ألطافه، وبأفكار العارفين المبثوثة في الكتب، وبالعالَم الأعظم المنطوي فيك، إن تأملت فيه وجدت أن لا شيء قد فاتك لأن الأشياء فيك ومنك وعندك.
أرخ يدك على أمنياتك، فالإلحاح مظنة الهرب، والتغافل…
كان أحلى ما في أيامنا الجلسات مع صديقات الصور، التي أخذْنها على غفلة، الدموع التي سالت في مكان عامٍ، بلا أَبَهٍ بالحاضرين.
ولازال في طاولات المقاهي مُتسع، وفي الوقت فسحة، وفي الأحباب بقية، وفي القلب كلام.
مازال في الزمن -رغم كل شيء يحدث حولنا- فُرجةٌ ينفذ منها فرح حقيقي وعميق، وحب نافذ يغيّر رؤيتك للعالم، وهذا كل…
كيف عمرك بغير كل الأشياء التي وهبك إياها تراكم الزمن؟ كيف عمرك بما هو أنت؟