هل جرّبتَ حُبّاً غير مشروط، محفوظ كتاريخ، وممتد كرسالة سماوية؟
هل جرّبت حباً يكفر بالمسافة ويعلو على المقاييس؟
صديقات
رزُقت الطيب من طين الأرض، من فضل الله، وأعدّ هذا من أكبر أرزاقي.
نورة تريدني أن أستعيض عن طاولات المقاهي بلايف إنستقرام.
أنا التي أحدّث صديقاتي فرادى، وأختار الطاولة ذات المقعدين، وأُقبِل على من يحدثني بجذعي كله، كأن في قلبي بوصلة تريد أن تضبط اتجاهها.
اتصلت بي أمها المسنة:
“ألو، يا حصة، تعالي شوفي أسما”.
قالت أنها منهارة، ووصفت لي من حالها ما لا أريد أن أراه.
أغلقتُ الهاتف، ومشيتُ في الصالة الصغيرة في خط مستقيم، ذهاباً وإيابا، ثم سحبت من خزانة ثيابي أسبلَها وأيسرها ارتداءً، وخرجت.
أمس كنت أقول لصديقة أن ساعة الراحة “إنجاز”، وألا تدفع نفسها لفعل ما يثقل عليها.
وأن أعظم إنجازاتك، في بعض أوقاتك، أن تكون هادئ النفس ..
هل اشتقتَ إلى سيارة صديق، تغني فيها بأعلى صوتك، أغنية تعبّر عن الحال، دون أن يسمعك أحد؟
صديقاتي يقلن أني أتصف بالوفاء، وأنا -على وجه الدقة- لا أعرف ما الذي يعنيه هذا. لم يكن يجمعنا مجلس خشن فذكرتهن بَعده لأستحق هذا الوصف، ولم يقُطع بإحدانا طريقٌ ووصلناها، لم يحدث شيء من هذا، لذا، أشعر أني أتوه في معنى الوفاء، ويفلت مني المُحال إليه (المدلول) عندما يصفنني به.
كان أحلى ما في أيامنا الجلسات مع صديقات الصور، التي أخذْنها على غفلة، الدموع التي سالت في مكان عامٍ، بلا أَبَهٍ بالحاضرين. ولازال في طاولات المقاهي مُتسع، وفي الوقت فسحة، وفي الأحباب بقية، وفي القلب كلام. مازال في الزمن -رغم كل شيء يحدث حولنا- فُرجةٌ ينفذ منها فرح حقيقي وعميق، وحب نافذ يغيّر رؤيتك للعالم،…